الملك محمد السادس : رعاية ملكية للشباب المغربي من خلال التعليم والتكوين

0

 


أيوب لمزوق ـ بوجدور 


               منذ توليه عرش المملكة المغربية في 23 يوليو 1999، وضع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الشباب في قلب سياساته التنموية، إيمانًا منه بأنهم أساس بناء مستقبل الوطن. على مدار 25 عامًا من القيادة الحكيمة، لم يدخر جلالته جهدًا في تعزيز قطاعي التعليم والتكوين المهني، اللذين يمثلان الركائز الأساسية لتمكين الشباب من مواجهة تحديات العصر وتحقيق تطلعاتهم.


التعليم : حجر الأساس لبناء أجيال المستقبل


               يُعتبر التعليم المحور الأساسي في رؤية الملك محمد السادس لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. فمنذ بداية حكمه، بادر جلالته بإطلاق العديد من الإصلاحات الرامية إلى تحسين جودة التعليم وتوفير فرص متكافئة لجميع المغاربة، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو الجغرافية.


                 أحد أبرز مظاهر هذا الاهتمام الملكي هو "الميثاق الوطني للتربية والتكوين" الذي أُطلق في بداية الألفية الجديدة، والذي يهدف إلى تحديث المناهج الدراسية وتطوير البنية التحتية التعليمية. كما أطلقت المملكة، بتوجيهات ملكية، مبادرات لتشجيع التحصيل العلمي في المناطق القروية والنائية، عبر بناء المدارس وتوفير الدعم اللوجستيكي اللازم لضمان استمرار العملية التعليمية.


وفي خطوة تعكس اهتمامه العميق بتطوير قدرات الشباب، دعا الملك محمد السادس إلى تحسين جودة التعليم العالي وتعزيز البحث العلمي. وشدد في خطبه على ضرورة ربط التعليم بسوق العمل، لضمان تأهيل الخريجين بشكل يلبي احتياجات الاقتصاد الوطني ويساهم في تقليص البطالة بين الشباب.


التكوين المهني: جسر بين التعليم وسوق العمل


                إدراكًا منه لأهمية التكوين المهني في تعزيز فرص التشغيل والاندماج الاقتصادي، أعطى الملك محمد السادس أولوية قصوى لهذا القطاع. وقد تجسد هذا الاهتمام في العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز التكوين المهني وتوسيعه ليشمل مجالات جديدة تواكب التحولات الاقتصادية والتكنولوجية.


               من بين هذه المبادرات، أطلق جلالته برنامج "مدن المهن والكفاءات"، الذي يهدف إلى إنشاء مراكز متخصصة في التكوين المهني في مختلف أنحاء المملكة. تسعى هذه المراكز إلى توفير تكوين عملي ومتطور يلبي احتياجات القطاعات الاقتصادية الصاعدة، مثل التكنولوجيا الرقمية والطاقة المتجددة والصناعات الإبداعية.


                 وقد أظهر الملك محمد السادس حرصه على تمكين الفتيات والشباب في المناطق القروية والنائية من الولوج إلى التكوين المهني، عبر توفير منح دراسية ودعم مالي للطلاب من ذوي الإمكانيات المحدودة. كما شجع على إقامة شراكات مع القطاع الخاص لتعزيز التكوين المستمر، وضمان مواكبة التطورات التقنية والمهنية.


دعم الابتكار وريادة الأعمال


          إلى جانب التعليم والتكوين المهني، ركز الملك محمد السادس على تشجيع الابتكار وريادة الأعمال كوسيلة لتعزيز دور الشباب في بناء الاقتصاد الوطني. إدراكًا منه لأهمية الابتكار في تحقيق التنمية الاقتصادية، دعا جلالته إلى خلق بيئة ملائمة لتحفيز الإبداع وتأسيس الشركات الناشئة.


             تجسدت هذه الرؤية الملكية في إطلاق العديد من المبادرات، مثل "مبادرة المقاولات الشبابية"، التي تهدف إلى تقديم الدعم المالي والتقني للشباب الراغبين في تأسيس مشاريعهم الخاصة. كما عمل جلالته على تعزيز دور القطاع البنكي في تمويل المشاريع الشبابية، من خلال تقديم تسهيلات ائتمانية وضمانات مالية، بهدف تشجيع الشباب على دخول عالم ريادة الأعمال والمساهمة في خلق فرص عمل جديدة.


الرؤية المستقبلية: إعداد جيل يقود المستقبل


                 بعد أكثر من عقدين من القيادة الحكيمة، يواصل الملك محمد السادس العمل على تحقيق رؤيته المستقبلية الرامية إلى إعداد جيل قادر على تحمل مسؤولياته الوطنية والمساهمة بفعالية في بناء مغرب حديث ومتطور. وفي هذا السياق، يعمل جلالته على تعزيز الشراكات الدولية لتطوير التعليم والتكوين في المغرب، وضمان توافقه مع المعايير العالمية.


التنمية المستدامة والشباب


               من منطلق اهتمامه بتطوير المملكة في جميع المجالات، حرص الملك محمد السادس على دمج مفهوم التنمية المستدامة في سياسات التعليم والتكوين. يُعد هذا التوجه جزءًا من رؤية شاملة تهدف إلى تأهيل الشباب ليصبحوا قادة في مجالات الاستدامة والابتكار، مما يعزز من مكانة المغرب كدولة رائدة في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.


رعاية ملكية لشباب واعد


                منذ اعتلائه العرش، أثبت الملك محمد السادس نصره الله أنه قائد ذو رؤية بعيدة المدى، ملتزم بتطوير قدرات الشباب المغربي وتمكينهم من تحقيق أحلامهم. عبر التعليم والتكوين المهني، يسعى جلالته إلى إعداد جيل جديد قادر على مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في بناء مغرب مزدهر ومستدام. إن هذه الرعاية الملكية المستمرة تعكس إيمان جلالته العميق بأهمية الشباب في بناء مستقبل الوطن، مما يجعل من جلالته قائدًا استثنائيًا يقود بلاده نحو مستقبل مشرق مليء بالفرص.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !